****************
الـــخــــمـــر
****************
عن عَلقَمة بن وائل عن أبيه وائل الحضرمي ،
أن طارق بن سُويد الجُعفي سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن الخمر ؟
فنهاه أو كره أن يصنعها ، فقال : إنما أصنعها للدواء ، فقال صلى الله عليه و سلم :
" إنه ليس بدواء و لكنه داء " . صحيح مسلم في الأشربة 2984
وفي صحيحي البخاري في كتاب الأشربة :
و قال ابن مسعود في السكر : إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرَّم عليكم .
قال ابن حجر : و يؤيده ما أخرجه الطبراني من طريق قتادة قال :
السكر خمور الأعاجم ، وعلى هذا ينطبق قول ابن مسعود :
إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرَّم عليكم ، وأحسبه هذا أراد لأنني أظن أن عند بعض المفسرين :
سئل ابن مسعود عن التداوي بشيء من المحرمات فأجاب بذلك .
وعن سفيان بن عيينة عن منصور عن أبي وائل قال :
اشتكى رجل منا يقال له خثيم ابن العداء داء ببطنه ، فنعت له السكر ، فأرسل إلى ابن مسعود يسأله فذكره .
و روينا في نسخة داود بن نصير الطائي بسنده عن مسروق قال : قال عبد الله بن مسعود :
لا تسقوا أولادكم الخمر فإنهم ولدوا على الفطرة ، و إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم .
و لجواب ابن مسعود شاهد أخرجه أبو يعلى و صححه ابن حبان من حديث أم سلمة قالت :
اشتكت بنت لي فنبذت لها في كوز ، فدخل النبي صلى الله عليه و سلم و هو يغلي _ من التخمر _ فقال :
ما هذا ؟ فأخبرته ، فقال : " إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم " [ فتح الباري باختصار : 10 / 79 ] .
*****
نشرت مجلة اللانست البريطانية _ و هي من أشهر المجلات الطبية في العالم _
مقالاً عام 1987 بعنوان ( الشوق إلى شرب الخمر )
استهل المؤلف مقاله بالقول : إذا كنت مشتاقاً إلى الكحول فإنك حقاً تموت بسببه .
و ذكر المؤلف أن 200 ألف شخص يموتون سنوياً في إنجلترا بسبب الكحول .
و قد نشرت الكليات الملكية للأطباء الداخليين و النفسيين و الأطباء الممارسين تقارير أجمعت كلها
على خطر الكحول ( الغَول ) ، و أن الكحول لا يترك عضواً من أعضاء الجسم إلا أصابه ،
و جاء في كتاب Alcoholism ذكر الأمراض الناجمة عن شرب الخمر فذكر منها
أمراض الفم و البلعوم و المريء و المعدة و الأمعاء و مرض الكبد الكحولي و تشمُّعه و أمراض المُعَثِكلَة ( البنكرياس ) .
ثم قال : و تظهر تأثيرات الكحول فورياً على الدماغ ، و بعض هذه التأثيرات عابر و الآخر غير قابل للتراجع ،
فإن تناول كأس واحدة أو اثنتين من أي نوع من أنواع الخمر قد يسبب تموُّتاً في بعض خلايا الدماغ ،
و إذا ما استمر شارب الخمر في تناول المسكرات فقد يحدث له ما يسمى بتناذر ( فيرينكه )
و تناذر ( كورساكوف ) و يظهر المصاب بالتناذر خائفاً هاذياً و تظهر في عينيه حركات متواترة ،
و قد يحدث شلل في عضلات العين و يفقد المريض القدرة على خزن المعلومات ،
و متى أصيب شارب الخمر بهذه الحالة فإن احتمال الشفاء أمر نادر ،
كما يؤثر الكحول على عضلة القلب و يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم و مرض الشرايين الإكليلية .
و من الثابت علمياً أن للكحول علاقة بسرطان الفم و المريء و البلعوم و الكبد ،
فقد أظهرت الدراسات العلمية أن الكحول مادة مسرطنة ،
كما أن له فعلاً مشوهاً للأجنة من أمهات يشربن الخمر [ انظر قبسات من الطب النبوي ] .
وكل ذلك يؤكد الإعجاز في قول النبي صلى الله عليه و سلم في الخمر " إنه ليس بدواء و لكنه داء " .
*****
كل مسكر خمر
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" كل مُسَكِّر خَمر ، و كل مسكر حرام ، و من شرب الخمر في الدنيا فمات و هو يُدمنها ،
لم يتب ، لم يشربها في الآخرة " صحيح مسلم في الأشربة 2003
هذا الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف قرره العلماء المتخصصون في أنواع الخمور
فقالوا : توجد مادة الغًول ( الكحول الإيتيلي ، أو الإيتانول) في كثير من المشروبات الغَولية
التي تستخلص بتخمير النشاء أو السكر أو غيرها من النشويات ،
و هي و إن اختلفت في أسمائها كالبيرة و الويسكي و الشمبانيا و الشيري و غيرها ، فإنها كلها ذات أصل واحد .
وتختلف تأثيرات الغَول ( الكحول الإيتيلي ) السُّمّيّة باختلاف مستوى الغَول في الدم ،
فكلما أكثر شارب الخمر من تناوله للمسكر ارتفع مستواه في الدم ،
و حين يبلغ مستوى الغَول في الدم ( 20 _ 99 ميلي غرام ) فإنه يسبب تغيرات في المزاج
و الشعور و عدم التوازن في العضلات و اضطراب في حس اللمس و تغييرات في الشخصية و السلوك .
و إذا بلغ مستوى الغَول ( 100 _ 199 ميلي غرام ) حدث اضطراب شديد في القوة العقلية
و عدم انسجام في الحركات و فقد شارب الخمر توازنه في الوقوف و المشي ،
و متى بلغ مستوى الغَول ( 200 _ 299 ميلي غرام ) ظهر الغثيان و الإعياء
و ازدواج النظر و اضطراب التوازن الشديد [ انظر قبسات من الطب النبوي ] .
وصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله :
" كل مسكر خمر " و في قوله أيضاً : " كل مسكر حرام و ما أسكر منه الفَرقُ فملء الكف منه حرام "
[ أخرجه أبو داود و الترمذي كما في صحيح الجامع الصغير ] ، والفرق : مكيال كبير .
******************************